Monday, December 18, 2006

أنا المتحرش بها

طالبة أنا في الفرقة الخامسة بكلية طب قصر العينى
مغتربة , أعيش بالمدينة الجامعية بالجيزة
سمعت كما سمع الجميع عما حدث في وسط البلد وفزعت كما فزع الكل, وأصبحت أتوجس خيفة من السير وحدي ليلا فى أى مكان بالمحروسة
ورغم بيان الداخلية الناكر لما حدث ؛فالكل يعلم حقيقة الأمر وأن ما حدث أمر واقع لا جدال فيه
ولكن استنكارنا جميعا, وتعجبنا , وفزعنا نحن الفتيات , هو أن ما حدث كان جماعيا. وهو أمر أفقدنا احساسنا بالأمان فليس هناك منصف أو مجير او انسان أسأله العون اذا ما تعرضت لحادث فردي, فما ادرانى أنه ليس مع الجمع .
وعلي الرغم من ان تلك الظاهرة الجماعية تكون في اوقات و مناسبات معينة , الا ان ظواهر التحرش الفردية كثيرة , وتحدث كل يوم , كل ساعة, بل كل دقيقة لملايين البنات والسيدات.
وتبدأ من الكلمات الوقحة القبيحة الجارحة , التى لم تعد عبارات غزل أو( معاكسة ) كما نسميها وكما كانت من سنوات مضت بل أصبحت تعليقات فجة قبيحة.
ومنها الى تعمد اللمس والتلاصق في وسائل المواصلات بالذات الى المحاولات العديدة للا حتكاكات الجسدية خاصة في مواقف الأتوبيسات والميكروباصات في أوقات الزحام الشديد بها
وتحضرنى هنا واقعة تعرضت لها شخصيا , قد يكون أمرا غريبا أن أحكيها أو ينعتنى البعض بعدم الحياء , ولكنى أحكيها لغيري من الفتيات كي يأخذن حذرهن جيدا , فاحساس التحرش احساس بشع لا يمكن تصوره
المهم أننى تعرضت لهذه الواقعة الأسبوع الماضي حينما كنت أقف بميدان الجيزة أنتظر الميكروباص لأذهب الى كليتي , وبالطبع عندما جاء كان هناك زحام شديد على بابه , وفى الزحام لا تلتفت كثيرا للكثير من الدفعات واللكمات التى تتعرض لها , ولكن هذه المرة لم أشعر أن من ورائي يدفعنى بل كان ذلك احساس اخر , وفي العادى أننى لا ألتفت خلفي لأرى من يدفعنى ولكن شاء لى الله أن اشعر ان ما حدث ليس عاديا , وأن ألتفت خلفي لأجد رجلا غريب المظهر حقا , وعندما التفت انسحب وابتعد.
ولا يمكن لأحدأن يتصور ما حدث لي . لا يمكن لأحد أن يشعر برعشة الرعب التى كانت تحتل كل كيانى. ذلك الاحساس بالمهانة والاذلال الذي تعرضت له كونى فتاة.
ذلك الاحساس بامتهان كرامتى , وتدنيس جسدي , واستحلاله من شخص ملوث عقيم الفكر , لم ير في سوى جسد يصلح لاخراج شهوته واثارتها.
واراد لي الله ان أشاهد هذا الرجل بعدها يوم الخميس الماضي, ولكنى كنت بعيدة عن الحدث. ولقد رأيته وتأكدت أننى لم أكن أهذي أو أهلوس , وأن ما شعرت به لم يكن مجرد هيستريا عدم الأمان الذي أشعر به .رأيته يقترب من أى جمع لفتيات يتجمعن حول الميكروباص ليركبن ولا يحاول أبدا الصعود بل يقف خلفهن ليفعل ما يريد ثم بنسحب بعيدا.
وانسحبت بعيدا أنا وزميلاتى وفتاة أخرى رأت معنا ما يحدث , وانتظرنا حتى جاء ميكروباص بعيدا عن المكان الذي يقف فيه وعندما كنت أحاول الركوب كنت أتلفت حولي وخلفي في كل لحظة خوفا من أن أتعرض لما حدث مرة تانية . لقد فقدت احساسي بالأمان , والى الأبد..
هذا غير كثير مما يحدث من الرجال الذين يتصادف جلوسهم بجواري في الميكروباصات من المحاولات المضنية للالتصاق بي, وأنا اواصل الابتعاد وهو يواصل الاقتراب ليلتصق بي
قد يظن البعض أننى غير محجبة أو اننى محجبة ذلك الحجاب الصورى ولكن علي العكس فأنا محجبة وملابسي عادية وليست ضيقة وكذلك لا أستخدم ماكياجا صارخا لذا فأنا لست ممن يحاولن اثارة الناس من حولهن
ورغم ذلك فهناك المزيد.........هناك الكثير من المحاولات القذرة للمس جسدي في أتوبيسات شرق الدلتا التي أسافر فيها, حيث كنت أشعر بيد من خلفي تمتد من الفراغ الذي يجاور ظهر الكرسي لتحسس جسدي , أو من ينام أو يتظاهر بالنوم , لأجده فجأة ملتصقا بي .... وبالطبع لا أجرؤ أنا ولا غيري علي التصريح أو طلب العون فالرد الجاهز سيكون " هو انا لمستك " " هو أنا قربتلك " .
وأذكر ذات مرة أننى جلست في الأتوبيس , فجلس بجواري رجل كبير في مثل سن والدى, ووجدته قد أخذ راحته في الجلوس ولم يراعنى, ووجدتنى لن أستطيع احتمال الوضع هكذا لمدة 4 ساعات , فاستبدلت الكرسي مع شاب كان يجلس بجوار فتاة خلفي ولقد رحب الشاب كثيرا( و يبدو أنه كان محرجا من جلوسه بجوار الفتاة) .... ولكننى فوجئت بالرجل - الذي في سن والدي- يقف ليصرخ ويزعق ليسألنى لم بدلت الكرسي؟ وهل كنت أتوقع أن تجلس بجواري فتاة؟ وهل هو شكله قبيح؟ ولم لم اجلس بجوار الفتاة من البداية؟ ... وليكمل سخريته "هي دي عادة كل الدمايطة؟".............
ولقد صدمت حقا, ولم أستطع الرد حتى أن الفتاة كانت هي التى ترد مكانى, واستغربت أنا وهي مما حدث فلقد كنا في رمضان , كما أن تبديل الكراسي هذا أمر عادى ومعروف جدا
ولكم أن تعلموا ان احدا في الاوتوبيس كله لم يحرك ساكنا ولم يحاول الرد عليه, وكنت انا أستمع الى زعيقه وأبتلع كلماته , ولا أستطيع الرد عليها من الصدمة.............................................
المهم أن بيان الداخلية الذي أنكر واقعة التحرش ليس له حقا أى أهمية, وأى انسان ينكرها لا يعلم شيئا عما يحدث حوله.
وليعلم الجميع ان 99.9% من حالات التحرش لا يعلم بها أحد ولا حتى أهل المتحرش بها.....فعن نفسي لا أستطيع أن أجلس مع أمى لأحكي لها أى شئ مما يحدث , وأظن أن معظم الفتيات مثلي أيضا. وغالبا لأنهن سيلقين اللوم وحدهن بذنب أو بدونه.
والحق أننى فقدت الاحساس بالأمان و من العسير علي استرجاعه وغالبا ما أصبحت شديدة الترقب لكل حركة ياتيها شاب أو رجل يجلس بجواري في أى مكان.....
والى كل من ينكر هذه الحوادث , اتق الله واعترف بها, على الأقل حتى تستطيع أن تقول لوالدتك, وأختك , و زوجتك, وابنتك أن يأخذن حذرهن من محاولات انتهاك أجسادهن وحيائهن بشتى الطرق...............

No comments: